الاثنين، 29 سبتمبر 2014

أيهما يستحق الأفضل المرأة أم الرجل؟

المتابع للأحداث الإعلامية في الفترة الماضية بلا شك أنه قرأ عن خبرِ ارتباط جورج كلوني الممثل الهوليودي الشهير بزوجته أمل علم الدين .
التعاطي مع هذا الأمر في المجتمعات العربية كان بشكل مضحك ومثير للشفقة فبعض (الحريم والذكور) يرون بأن جورج كلوني ( كثير) على أمل علم الدين أي أنها لا تستحقه فهو يستحق الأفضل وبنوا هذا التصور على وسامته. 
فالوسامة أصبحت هي المعيار الأساسي لبناء العلاقات من وجهة نظرهم ! 
علما بأنه وحسب ماتناقلته الصحف العربية والأجنبية بأن أمل علم الدين لها دورها في مجال حقوق الإنسان وواصلت تعليمها بالماجستير ومقارنة مع عمر كلوني فهي أصغر منه بكثير ناهيك عن كونها ناشطة حقوقية في الحريات . 
ولا يعني هذا التقليل من جورج كلوني الذي له إسهامته في تاريخ التمثيل في هوليود وتميّزه على الصعيد الفني.

إنما السؤال الذي يطرح نفسه لماذا دائما مايُنظر بأن الرجل الوسيم يستحق إمرأة أجمل منه؟
بينما المرأة الجميلة فغير مهم ارتباطها برجل وسيم أو قبيح فالثقافة الغالبة على مجتمعنا العربي وهي ثقافة ( ترقيعية ) لقبح الرجل بأنه لا يعيبه سوى جيبه ! 

وهذا يقودنا لتساؤل آخر فالثقافة التي تنظر دائما للمرأة بأنها لا تستحق الأفضل متى يأتي الوقت التي تُنتزع من جذورها وتنتهي ؟

وكمثال آخر فالشحرورة صباح "الفنانة"، دائما مانقرأ العبارات التي يطلقها الناس على سبيل التهكم عن عمرها، وكأنها تأخذ من أعمارهم لتضيفها على سنوات حياتها وتعيش على حسابهم وهذه العبارات نقرأها من قبل سنوات منذ كان عمرها في الثمانين، بينما الكثير من الذكور الذين بلغوا من العمر عتيا أو في نفسِ عمر صباح لم نرى في يوم ما من يتهكم على أعمارهم. 

ذنب صباح الوحيد أنها ( أنثى ) عاشت حياتها بطولها وعرضها وتزوجت كما تشاء فجرحوها بعباراتهم اللاذعة،
أما محمد عبده ولكونه ذكرا فزواجه في هذا العمر المتأخر من زوجته الفرنسية وإنجابها منه بطفل كان موضوع يُحتفى به قبل أشهر عدة في وسائل الإعلام المختلفة. 

هذه مجرد صور واضحة لنا نراها يوميا في وسائل الإعلام و ماخفي في أرض الواقع أعظم، الغريب أننا لا ننكرها كونها أصبحت من الصور الطبيعية لدى المجتمع وفي تصوّر المجتمع السائدة عليه الثقافة الذكورية أنه من غير الطبيعي نكرانها أو التحدث بشأنها و لو تحدثت إمرأة عنها لقالوا بأنها تحمّل الأمر مالاطاقة له به. 
 أول علاج لهذه الثقافة نقدها ورفضها وأما مسألة التهوين منها فـ (يزيد الطين بله) . 

تحياتي:
روان

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

الرجال أفضل من النساء !

الرجال أفضل من النساء
عبارة سمعتها خلال الأسابيع الماضية أكثر من مرة.

في بداية الفصل الدراسي وأثناء تسجيلنا للمواد حدث لدى الكثير من الطالبات الجامعيات في كليتنا الخلل في تسجيل المواد بالنظام (الموقع), إما بحذف موادهن عن طريق الخطأ أو عدم تسجيل المواد من الأساس, فاضطرت كليتنا لتخصيص الأسابيع الماضية لإصلاح ما حدث من خلل في النظام القائم عليه (الرجال).

ففي كل مرة أقف فيها صباحا عند مكتب القبول والتسجيل بانتظار دوري أتفاجأ بطالبة تبدي امتعاضها وتحرض زميلاتها باللجوء إلى مكتب الرجال لتخليصهن من هذه الكارثة التي بمجرد دخول الطالبة عند مكتب القبول والتسجيل يتم انهاء إجراءات تسجيلها من قبل الموظفات !
كنت أسمع بالحرف الواحد: ( لا تكلمين فلانة ما هي فايدتك كلمي قسم الرجال, والله ما يعرفون يصرفونك روحي كلمي الدكتور الفلاني )

لست هنا بصددِ التحدث عن أنظمة الكليات والجامعات التي يتفرد بها قسم الرجال وفي أحيانٍ كثيرة لا يتم تبليغ كليات الطالبات بكل ما يطرأ من جديد في الأنظمة والقوانين ولا يعطونهم حتى الصلاحيات الكاملة في التصرف بالإدارات النسائية.

إنني هنا بصدد التحدث عن هذه الثقافة المجتمعية ( الغبية ) التي تجعل الناس في مستويات مابين أعلى وأدنى, وجعلت الرجل أفضل من المرأة من حيث الكفاءة الوظيفية.

على افتراض أن الرجال أفضل من النساء من الناحية الوظيفية فمن المعلوم على مر السنين بأن المناصب الوظيفية كانت الأولوية للرجال قبل النساء وهذا يعود لثقافة المجتمع المستندة على العادات والتقاليد والموروثات الدينية التي نظرت للمرأة دائما بعين النقص, حتى السلم الوظيفي في الموارد البشرية إلى وقت قريب جدا لو قارنا بين رجل و إمرأة بنفس المسمى الوظيفي فأجرها كان أقل من الرجل , هذا التمييز الذي يحصل ما هو إلا نتيجة هذه الثقافة التي تناقلتها الأجيال فيما بينها دون إدراك ودون وعي منها.

أتعجب من طالبة جامعية من المفترض أن تكون على قدر كافٍ من الوعي الذي يجعلها هي والرجل في ميزان واحد تؤمن بأن ما يميزهما الكفاءة , أن تطلق مثل هذه الأحكام الجائرة التي يتضح من خلالها قلة تقديرها لنفسها كونها إمرأة.

لو كان الأمر بيدي وسمعت مثل هذه العبارات من قبل الطالبات لمنعتها من الوظيفة ومن الدراسة أيضا, فهي تعكس نظرتها لنفسها, وكأنها تقول ( أنا لست جديرة بأي وظيفة أن وُجد الرجل فيها ).

إن هذه الثقافة غير المستندة على ما يثبتها مثل الوباء الذي يفتك بالمجتمعات, فتقليل دور المرأة في مجتمعها حتى في المنظومات الصغيرة جدا يجعل المرأة لا قيمة لها في اللاوعي وبذلك يجعلها إنسان من المرتبة الثانية.


تحياتي:
روان