الجمعة، 19 سبتمبر 2014

الرجال أفضل من النساء !

الرجال أفضل من النساء
عبارة سمعتها خلال الأسابيع الماضية أكثر من مرة.

في بداية الفصل الدراسي وأثناء تسجيلنا للمواد حدث لدى الكثير من الطالبات الجامعيات في كليتنا الخلل في تسجيل المواد بالنظام (الموقع), إما بحذف موادهن عن طريق الخطأ أو عدم تسجيل المواد من الأساس, فاضطرت كليتنا لتخصيص الأسابيع الماضية لإصلاح ما حدث من خلل في النظام القائم عليه (الرجال).

ففي كل مرة أقف فيها صباحا عند مكتب القبول والتسجيل بانتظار دوري أتفاجأ بطالبة تبدي امتعاضها وتحرض زميلاتها باللجوء إلى مكتب الرجال لتخليصهن من هذه الكارثة التي بمجرد دخول الطالبة عند مكتب القبول والتسجيل يتم انهاء إجراءات تسجيلها من قبل الموظفات !
كنت أسمع بالحرف الواحد: ( لا تكلمين فلانة ما هي فايدتك كلمي قسم الرجال, والله ما يعرفون يصرفونك روحي كلمي الدكتور الفلاني )

لست هنا بصددِ التحدث عن أنظمة الكليات والجامعات التي يتفرد بها قسم الرجال وفي أحيانٍ كثيرة لا يتم تبليغ كليات الطالبات بكل ما يطرأ من جديد في الأنظمة والقوانين ولا يعطونهم حتى الصلاحيات الكاملة في التصرف بالإدارات النسائية.

إنني هنا بصدد التحدث عن هذه الثقافة المجتمعية ( الغبية ) التي تجعل الناس في مستويات مابين أعلى وأدنى, وجعلت الرجل أفضل من المرأة من حيث الكفاءة الوظيفية.

على افتراض أن الرجال أفضل من النساء من الناحية الوظيفية فمن المعلوم على مر السنين بأن المناصب الوظيفية كانت الأولوية للرجال قبل النساء وهذا يعود لثقافة المجتمع المستندة على العادات والتقاليد والموروثات الدينية التي نظرت للمرأة دائما بعين النقص, حتى السلم الوظيفي في الموارد البشرية إلى وقت قريب جدا لو قارنا بين رجل و إمرأة بنفس المسمى الوظيفي فأجرها كان أقل من الرجل , هذا التمييز الذي يحصل ما هو إلا نتيجة هذه الثقافة التي تناقلتها الأجيال فيما بينها دون إدراك ودون وعي منها.

أتعجب من طالبة جامعية من المفترض أن تكون على قدر كافٍ من الوعي الذي يجعلها هي والرجل في ميزان واحد تؤمن بأن ما يميزهما الكفاءة , أن تطلق مثل هذه الأحكام الجائرة التي يتضح من خلالها قلة تقديرها لنفسها كونها إمرأة.

لو كان الأمر بيدي وسمعت مثل هذه العبارات من قبل الطالبات لمنعتها من الوظيفة ومن الدراسة أيضا, فهي تعكس نظرتها لنفسها, وكأنها تقول ( أنا لست جديرة بأي وظيفة أن وُجد الرجل فيها ).

إن هذه الثقافة غير المستندة على ما يثبتها مثل الوباء الذي يفتك بالمجتمعات, فتقليل دور المرأة في مجتمعها حتى في المنظومات الصغيرة جدا يجعل المرأة لا قيمة لها في اللاوعي وبذلك يجعلها إنسان من المرتبة الثانية.


تحياتي:
روان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق