الجمعة، 22 أغسطس 2014

من غير داعش بذتنا دواعشنا

عندما كنت (طفلة) في المرحلة الإبتدائية كان يجذبني كل ما من شأنه أن يُدخل البهجة والفرح على قلبي, كنت أحب سماع الأغاني بمشاركة والدتي التي عوّدتني على الطرب, كنت أحب المسلسلات, وحتى ملصقات الدفاتر ذات الشخصيات الكرتونية, والمقالم والحقائب المدرسية, في الصف الخامس الابتدائي اشتريت حقيبة مدرسية من اختيار أمي كان شكلها عبارة عن ورود, أذكر في بداية السنة الدراسية وعندما انتهينا من حصة القران الكريم أقبلت عليَّ أستاذة المادة لتبدي إعجابها بالحقيبة عن طريق سؤالها من أين اشتريتها؟.

وأذكر أيضا أن أمي اشترت لي ولأخي مقالم على شكل قطة كانت من أجمل المقالم التي اقتنيتها في حياتي والمقربة لقلبي لكني احتفظت بها لنصف السنة الدراسية من أجل أن ( أكشخ فيها ) وعندما جاء الفصل الدراسي الثاني و (كشخت فيها) لم أكن أعلم أنها ستسبب تلك الأزمة لدى أستاذة القران الكريم !!!
طلبت مني تغييرها, في أول مرة لم أبدي رضا ولم أبدي اعتراض.
وفي كل حصة أصبحت تلك المقلمة بمثابة (أزمة فلسطين) عند العرب تدخل الأستاذة لتبدي امتعاضها من هذه المقلمة.
حتى جاء يوم وهي تقيّم الطالبات في مادة القرآن
وصرخت في وجهي:
( روان ماقلت لك تغيرينها؟ تبين اشتري لك مقلمة غيرها؟ هاتيها أشوف)
وضعتها على طاولتها وفي نهاية الحصة أعادتها لي بعد أن جعلت مصير حضوري للحصة مرتبط بهذه المقلمة.
أحرجتني أمام زميلاتي في الصف فلم يكن مني سوى أن أعود لمقلمتي (أم ورود).

كانت الشخصية الكرتونية المقربة لقلبي والتي أحبها شخصية (المحقق كونان) عندما كنت أضع ملصقات الشخصية على دفاتري آنذاك كانوا يضعون بالقلم الأحمر على رقبته, وكأن كونان قُتل بهذه الحركة.
لم يعلموا أنها مجرد (شخطة) قلم , لكن تأثيرها في أنفس الأطفال سيبقى,
ألهذا الحد ستسبب لهم هذه الشخصيات الكرتونية أزمة عظيمة لا يستطيعوا حلها؟

قبل أيام انتشر في موقع التواصل الاجتماعي (هاشتاق: لا للصليب ) المستند على خبر صحفي بأن الهيئة تغزو الأسواق قبل العودة للمدارس لسحب الحقائب المدرسية (التي تمس العقيدة) تخيل أن العقيدة ستهتز بمجرد (شخطتين) بالطول والعرض.
إذا لنستبدل الصليب الذي يرونه ولا نراه بالهلال وهو شعار المسلمين؟
أعتقد أيضا سيسحبونها لأنها إهانة للعقيدة.
ماهذه العقيدة الهشة التي ستهتز بمجرد رسومات كهذه؟
حتى أن بعض الحقائب المدرسية التي سحبوها لم تكن إلا عبارة عن أعلام دول, لكن الجهل المبني على قتل الفرح أعماهم,
والغريب بعد كل هذا يتسائلون من أين جاءت داعش؟
ببساطة:
من غير داعش بذتنا دواعشنا..

تحياتي:
روان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق