الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

الوأد سيعود ..


لاشك بأن اللغة لها تأثيرها على المجتمعات ومن المتعارف عليه أن بعض النكت قيلت منذ سنين ومازال هنالك من يتناقلها ويطبقها في الوقت الحالي وهذا يعني أن اللغة لها تأثيرها القوي التي لا تعيها بعض العقول المحدودة ولو كانت على سبيل المزاح .

لذا ربما صادفت أو ستصادف وأنت تشارك في مواقع التواصل الاجتماعي عبارة ( عرفتوا ليش أبو جهل كان يوأدهم ) أو ( عرفتوا ليش كانوا يدفنونهم وهم أحياء ) هذه العبارات انتشرت في الآونة الأخيرة كانتشار النار في الهشيم والعجيب في الأمر أن الكبار في السن أصبح يتداولونها من مبدأ الضحك !

تجد أحد (المشاهير) الذين اشتهروا بالسذاجة عن طريق موقع الكيك يضع في حسابه على الانستقرام صورة توضح قلة وعي إحداهن فيكتب تعليقه (عرفتوا ليش أبو جهل يدفنهم وهم أحياء) ولاعجب أن ترى من يصفق له ويضحك ثم يتناقلونها أيضا.
إذا كانت أنثى واحدة تستحق كل هذا الاستهزاء بقلة وعيها فهنالك الآلاف من الذكور يتصفون بقلة الإدراك بأثر اللغة فيتناقلونها فيما بينهم بكل غباء .

للنكتة حدود يجب عدم تجاوزها فإن كانت النكتة تنتقص من قبيلة أو دولة أو من لون أو من مذهب... الخ لم تصبح نكتة , بل هي لا تدل إلا على سذاجة قائلها وقلة وعي ناقلها .
ولاتدل إلا على ترسبات في النفس من عنصرية بغيضة ضد الآخرين لا يعي قائلها وناقلها فعله فيتصرف تصرفات دون وعي منه.
وإن كانت الناقلة أنثى فهي تشعر بنقص مقارنة مع أقرانها من الذكور وبقلة درجة إنسانيتها.

لم استسغ في يوم ما هذه النكت’ مثلها مثل نكت ( لمحششين) حين انتشرت في وقت ما, لم تضحكني بقدر ماكانت تؤلمني بأن هنالك من سيقرأها ويرى الحشيش من الأمور الطبيعية فصار ينتشر بين الشباب الذكور والإناث في الوقت الحالي.
هذه العنصرية التي تقدم في قالب فكاهي ستعزز من العنصرية في الصغار قبل الكبار وستمحو كل الجهود التي تُبذل في سبيل نزعها من جذورها .
لو استمرت هذه النكت فلا تستغرب لو عاد الوأد..

تحياتي:
روان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق