السبت، 28 فبراير 2015

نضالُ العيون


لَمن المثير للشفقة أن نعتبر نشر صور الأعين كنوع من أنواع النضال والرد على سفهاء العقول،أتفهم جدا ماحصل من قِبل العديد من الفتيات في موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) من نشرهن لصور أعينهن ردا على هيئة حائل حين طلبت من أحد البائعات ( في البسطة ) تغطية عينيها.

لكن ورغم أنني أتفهم ماحصل إلا أنني حاولت إيجاد المبررات لنشر الفتيات لصور أعينهن فلم أجد. 
أرى بأن ردة فعل الفتيات في تويتر لم تكن إلا ردة فعل عاطفية بحتة، وعندما عارضت بعدة تغريدات هاجمنني بعض الفتيات بقولهن لو صدرت من نساء غربيات لكنتِ استحسنت الأمر، وهؤلاء أيضا يشعرن بأن كل الفتيات لديهن عقدة الغرب و حبه.

الجسد في نظري من المقدسات التي من الصعب ابتذالها سواء من الذكور أو الإناث ومن الصعب أن يهن على الإنسان جسده.

ومن المضحك المبكي اعتبار الجزء الطبيعي إظهاره وهو الوجه أن إظهار جزء منه وهي العيون هو نوع من أنواع النضال والشجاعة وهذا يعود للمجتمع الذي أوصلنا لهذه الحالة ! 

 مما أضحكني أن إحداهن ردت فقالت بأن العين في الوجه ليس في الجسد وهذه من الردود التي تثير الشفقة أكثر فأكثر حين تعتبر الفتاة بأن وجهها منفصلا عن جسدها وهذا بالطبع يعود لطبيعة المجتمع الذي كوّن لديها هذه المفاهيم والذي يرى بحرمة وجرم إظهار الفتاة لوجهها مقابل أنه باستطاعتها فعل كل شيء بجسدها المهم ألا تُظهر وجهها !

المطالبة بالحقوق لا تكون بالاستفزاز في مجتمع لا يتقبل حتى مطالبة المرأة بحقوقها شفهيا وكتابيا، المطالبة بالحقوق تكون بالوعي وقدرة الشخص على التحكم بنفسه بألا يجعل المؤثرات حوله هي المتحكم الأول في قراراته.
حين أقول بأن ردة الفعل عاطفية نعم عاطفية فالمؤثر كان ردة فعل الهيئة التي استفزت الفتيات و قررن نشر صور أعينهن، لا يعنيني أن الفتاة تنشر صورتها من عدمه وأحترم حقها في ذلك لكن المهم ألا تبتذل وعيها وتقابل الاستفزاز بالاستفزاز والغباء بالغباء والجهل بالجهل فتنسف بهذا الفعل الأرعن جهد النساء الواعيات على مدار السنين بمطالبتهن بحقوقهن بكل منطقية واتزان . 
طالبي بحق النساء في القيادة مقابل أنكِ لاترغبين بالقيادة،
طالبي بحق النساء المطلقات مقابل أنك فتاة غير متزوجة.
وغيرها من الحقوق طالبي بها بشجاعة ولستِ مضطرة لإثبات صدقك وتعاطفك بأي شكلا من الأشكال لأي أحد
فقد قيل ( النار ماتحرق إلا رجل واطيها ) . 
أنتِ ملك لنفسك لا تجعلي المؤثرات حولك هي المتحكم الأول في قراراتك. 

في الختام:
كل الاحترام لمن نشرت صورة عينيها فهي أولا وأخيرا ردة فعلها لم تكن إلا كنوع من إثبات التعاطف والشجاعة الوهمية . 

تحياتي:
روان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق